مُنبّه رمضان..

وَ.. لقد تمّ رمي كامل الأخطاء مُنذ الأزل على الشيطان وخديعته، لكنهُ سبحانهُ العادل حتّى هاهُنا ..
فـ جميعنا نعلمُ كيفَ للشياطين أن تُصفد في رمضان، فلا وساوسَ و مكرٌ و فِعلٌ بائس إلا من نفسك..
لاشأن لأي مخلوقٌ بكَ الآن.!
منذُ أن خلقكَ الله كنت على سجيّتك تفقهَ أنكَ
وُلدتَ وحدك ومسؤولاً عن كل خطوة لكنكَ
قد جهِلتَ بعد أن كبُرت، وأصبحَ تركيزكَ على
الآخرين أكثر مما هوَ عليك.!

عليكَ أن تتوقّف قليلاً لـ ترى هل حقاً كان جُل فعلك
من تأثير مايُملى عليكَ أم أنّك أيقنتَ الآن
أنّ ذلكَ مماجنَت يداك؟
لاترمِي بالأسباب على غيرك وتضلُ شاكياً في دورِ
الضحيّة بينما لديكَ كامل الحُريّة لـ تخطو
نحو أي طريقٍ أردته.!
كُل الأمور الخاطئة لو أُديرت بشكلٍ صحيح منذُ
الوهلة الأولى لما تفاقمَت ، وَ كُل الأفعال لو أنها
جاءت بعدَ تفكيرٍ و رويّة لعواقبها لما حدثَ ماحدث.!
نَعم لاشكّ أن وسوسة الشيطان لتوقِع الكثير
مما لم تحسبهُ أن يقع، ولكِن حتى في ذلك بمجرّد
أن تستعينَ بالخالق وَ تستعيذَ من الرجيم لكُفيتَ
وَ لقُمت بـ تخفيف الأثر .!
الآن حانَ موعد النفس وَ لتكُن واثقاً أنهُ الوقت
المناسبُ جداً لـ ترى نفسكَ على حقيقتها..
أُخرج من كُل غلاف.. إنعزِل.. توقّف عن فعل أي شيء
وفقط: انظر إلى نفسكَ بشكلٍ أعمق..
ماذا ترى؟
هل الآخرونَ دوماً على خطأ ؟ وَ أنتَ المُصيب؟
هل القَدر يقِفُ ضدّك ولم تجد مخرَجاً حقاً؟
هل أنتَ الوحيد الذي يتضامنُ الشر والأشرار عليه
ولايقدرُ على دفع الأذى؟
هل لديكَ نقاط ضعفك التي يجبُ الآن أن تقف بجانبها
وتقوّيها ؟
هل أنتَ واثق مِما تفعل الآن وستصافِح نتائج فعلك
بصدرٍ رحب ؟
هل عليكَ أن تتروّى قليلاً وتنظُر لنفسكَ وفعلكَ
وكلامكَ من اتجاهٍ آخر؟
هل عليكَ البقاء كما أنتَ فعلاً؟ أم عليكَ اتخاذ
الطريق الآخر؟
هل أعطاكَ رمضان هذهِ المرة درسك؟
وَ هل أنتَ مُتقبّلٌ لـ فكرة أنّك المسؤول الآن عن كل مايحدث؟
رنّ مُنبه رمضان ليُخبركَ عن نفسك فإن لم تفقهَ
الآن وتستيقظ فلن يحدُث ذلك فيما بعد..

انتظر قليلاً .. لاتتحدّث.. اغمض عينيك.. واجه حقيقتك.. فـ ربّما ستسمع الآن داخلك بشكلٍ أوضح.!

بقلم الكاتبة المبدعة القديرة: مشاعل المشعان.

انستقرام الكاتبة: mashael_almashaan@

اترك تعليقاً

Leave the field below empty!