انفراجة..

يبدو أنّ هذا المكان مظلمٌ فوق العادة.!
هدوءٌ كثيف حتّى أنهُ لا يبدو هناكَ نسمةً تتهادى في الجو.!
الأرضُ أكثرُ صلابةً تحت الأقدام.. في كل خطوةٍ
يتعالى صوتُ الأثرِ أكثر.!
من أيّ اتجاهٍ قد أتينا؟
إلى أيّ زاويةٍ يجبُ أن نسير؟
كم تبلغُ مساحةُ هذا المكان الذي نقبعُ به؟
كلّها تساؤلاتٍ قد قيلت بصمت!
مع مرورُ الوقت يتزايدُ في القلبِ نبضًا أسرع..
الصوتُ يعلو والأنفاس تضطرب.!
كأنما الهواء بدأ يتناقص ولاشيءَ يُرى في هذهِ الظُلمة.!
ماذا سيحدثُ؟ وماذا يجبُ علينا فعله؟
هل نطلبُ المساعدة؟ أم نساعدُ أنفسنا؟
كُلها استفهاماتٌ صُرِخ بها دون صوت!

بدأت ترتفعُ درجة حرارة المكان بتسارع الأنفُس..
الجِباهُ تُلقي بجهدها عرقاً يسيرُ مُتباطئ.!
في ازدحامِ كل هذا الصمت ودونَ أي طمأنينة
أخذَ أحدهم نفساً عميقاً..
لازالَ يجلسُ هادئاً مُبتسماً و يأخذُ نفساً عميقاً
مرة أخرى..
في المرة الثالثة وهوَ يأخذُ نفسه ، بدأ خفقان
القلوب يهدأ تدريجياً حتى لم يعُد يُسمَع نبض.!
توازَنت درجة حرارة المكان وَ جلسَ الجميع ببطء
ثُمّ مرّ السكونُ بكل روحٍ هُنا وتلاشى الخوف..

أيقن كل قلب أنّ هنا يحدثُ شيئاً مدبراً جميلاً
ولكننا لانراه.. وليس علينا سوى القبول والتسليم
أنهُ لا يأتي الله إلا بالخير.. وكُل إيمانٍ ورضى يُساعدنا
للتجاوز نحوَ الضفة الأخرى بأفضلِ حال..

بينما ذلك فـ إذا بإنفراجةٍ تأتي بـ نور يشعُ قليلاً
ويزدادُ شيئاً فـ شيئاً حتى أضاءَ المكانُ والقلوب..
و إذا بالمساحاتِ شاسعة وَ الأمرُ لم يكن سوى
لحظةُ عابرة وحدثٌ في الحياةِ قد مضى.!

بقلم الكاتبة المبدعة القديرة: مشاعل المشعان.

انستقرام الكاتبة: mashael_almashaan@

اترك تعليقاً

Leave the field below empty!