يا محوَر الكون..
توقّف قليلاً..
هل قيلَ لكَ ذاتَ مرةٍ بـ أنّك لستَ محور الكون؟
هل صدّقتَ ذلكَ حقاً؟
هل ذهبتَ إلى زاويتك وأطفأتَ نورك وجلستَ
معلناً استسلامكَ بهذهِ السهولة؟
أتعلَم؟
كم شخصاً ممن حولكَ يراكَ حقاً محورَ الكون
وتتوقّف حياتهُ فعلياً على وجودكَ وضحكاتكَ؟
أليسَ لديكَ هذا المنزل الذي لولا أنتَ ووجودك
لم يقُم أحداً على فعل شيءٍ به؟
هذهِ الأشياء التي تجلبها من الخارج، هذهِ الأماكن
التي تقوم بتنظيفها، هذهِ الأطعمة التي تعدّها،
وهذهِ الأرواح التي تستقبلها وتودّعها بـ حُب..!
ألايشعُر منزلكَ أنكَ محور الكونِ له؟!
بربّك.!!
هذا الطفل الذي يذكر اسمك من بين الجميع،
الذي يسأل إن غبتَ لحظةً من أمامه، الذي
يحتضنك أكثر من والديه ويرى فيكَ عالماً.!
ألا يؤمن أنّكَ محور الكونِ بالنسبةِ إليه؟!
كيف وإن تخاذلتَ واستسلمت وتركت هذا الوجه
فاقداً سعادته التي يراها من خلالك!!؟
أأقول أمّكَ أم أبيك؟ بل والديكَ معاً:
الشخصان اللذان يران وجهك في أول الصباح
وآخر المساء قبيل دخول غرفتك ، اللذين يرددان
اسمك على مدار اليوم وحده “لايوجدُ سواك”
باحثان عنك في أول تساؤل وفي أول وعكة
وفي منتصف الضحكات.. بربّك ألا تعي أنهما
يريانِكَ محور الكون لهما؟!
أختك بل أخواتك حينما يعودونَ إليكَ في كل
فرصة لمساعدتهما في أمر أو سؤال أو حتى حل
مشكلة وَ تهدئة وضع شائك أو مرافقة حين تعب.!
أتشعُر بهذا الكمّ الهائل الذي ينقلونَ إليكَ من
خلاله معلومة أنكَ محور الكون لهم؟!
هل لي أن أُكمِل أم يكفي كل هذا الدفع لـ تقف
ولـ تتوقف عن حيلة الاستسلام الواهية والتي لاتليقُ بك وترى كم أن حياتكَ مستمرة
ما دُمت على قيدها فـ إذاً لم تنتهي رسالتكَ بعد.!
أتعلم عن أخيكَ وكم هوَ بحاجتكَ في كل تفاصيله
حتى مشاركتهِ الضحكات وَ مرور تلك الشدائد؟
معونتكَ وإيثارك وَ حُبّك الذي لم يتوقف؟
أم عن صديقك ورفاقك؟
كم من حياةٍ انقذتها؟
وكم من شعور صعدتَ بهِ للمسرات؟
وكم من بهجة أحللتها؟
وكم من علاقاتٍ عمّرتها؟
تذكّر جيداً كُل ما صنعت وسترى كم أنّ هناكَ
من لايتمكن من التفريط بك.. وكم ممن
لايُحب الحياة دون مشاركتك إياها..
أنتَ للكثير محور الكون والحياة .. فقط تذكّر.!
بقلم الكاتبة المبدعة القديرة: مشاعل المشعان.